اتحاد الكرة يدير اللعبة بأساليب غير علمية ويتمسك بمبادئ عتيقة وأوهام كاذبة
تحقيق: zizo
التسارع المجنون الذي ينطلق به قطار الدوري الممتاز لكرة القدم والتوقفات التي تتسبب في تجميد النشاط الرسمي لفترات طويلة ومرات عديدة متلاحقة لا تأتي وفق أية معايير أو مقاييس علمية أو منطقية.. وهذه وتلك تؤدي إلي تدمير متعمد لقدرات وامكانات اللاعبين والأندية وتصب في النهاية في غير المصلحة الوطنية العليا.. ولا تسمع من المسئولين عن إدارة النشاط الرسمي سواء في قيادة الاتحاد أو لجنة مسابقاته غير شعارات براقة وعبارات فضفاضة وكلمات مطاطة تتمسح في تعلية وتقديم مصلحة منتخب مصر علي كل المصالح والأهداف مع ان الاصابات التي تقع في الركائز الدولية من لاعبي المنتخب كما حدث مع أبوتريكة فنان مصر الأول واصابته بشرخ اجهادي قد تؤدي لخسارة الكرة المصرية لجهوده في كأس الأمم الافريقية بانجولا هذه الخسارة يتحمل مسئوليتها ويجب أن يحاسب علي تبعاتها الكابتن سمير زاهر واعضاء مجلس إدارة الاتحاد.
وقبل ان نستعرض آراء الخبراء العلميين والمتخصصين دعونا نطلق صيحة تحذير وانذار ونقول كلمة مخلصة وواعية للزمرة الحاكمة في الجبلاية والتي امرت باقامة سبعة أسابيع من الدوري في أقل من ٥٢ يوما أن هذا حرام واهدار لثروتنا البشرية وخيانة للمصلحة الوطنية وبعثرة لقدراتنا المهارية واضرار جسيم باعضاء الجمعية العمومية من الأندية الكادحة المضحية التي تلهث وتحنق وتختنق تحت طائلة التعليمات والأوامر والادارة العشوائية والتي ترفع شعارات براقة ووهمية.
معاداة للمعايير العلمية
يقول د. طه إسماعيل الخبير بالاتحادين الدولي والافريقي ان ما يحدث من تسارع غريب وعجيب وتوقفات طويلة ومتلاحقة لأكبر وأعرق المسابقات الرياضية علي الاطلاق لا يتوافق أو يتمشي مع أية معايير أو مقاييس رياضية أو علمية.. بل لعله يجري وفق أمور عشوائية تبغي »سلق« المهام والاهتمام بالمظاهر والهامشيات دون تحقيق أية أغراض أو اهداف.. ما يحدث يؤدي إلي تدمير الدوري عن طريق ضغطه بأسلوب فوضوي لا يراعي مصالح الأندية واللاعبين والمدربين.. وبالتالي فإن هذا التدمير ينعكس بالتالي علي بقية عناصر اللعبة ويؤدي إلي استهلاكها وسوء استغلالها ودمار لعمرها الافتراضي.. ومن ثم ينعكس كل هذا علي المنتخب الذي لا يجد لاعب كفؤا ومؤهلا من الممكن الدفع به لتنشيط الاداء وتحديث وتكثيف العطاء.. واسوق مثلا للأخوة.. ان إقامة أكثر من سبع مباريات في أقل من شهر يحرم اللاعب المصاب حتي باصابة خفيفة من المشاركة في ثلث الدوري وبالتالي يحرم فريقه من جهوده مع أن هذه الاصابة في الظروف العادية لا تحرمه إلا من ثلاث مباريات علي الأكثر من الممكن أن يتعافي منها ويقدم جهده مرة أخري مع الفريق.
الإعداد العلمي
ويقول د. خالد حمودة عميد كلية التربية الرياضية بالاسكندرية أن هذا يتوقف علي عملية اعداد اللاعب سواء من البداية أو كل موسم أو بعد كل توقف الاعداد العلمي يجنب اللاعب التعرض للاصابة.. لكن في ظل هذا التسارع لا يتمكن المدرب من الاعداد العلمي والتهيئة السليمة لعضلات اللاعبين ومن ثم يتعرضوا للاصابة وهذا يضر بالمصلحة العليا للعبة وللرياضة.. وهنا لابد ان نلفت النظر إلي أهمية التنسيق بين قيادات الاتحاد ولجان مسابقاته وبين المدربين والمسئولين بالاندية.. لابد وان تكون الخطوط العريضة بين الاثنين واضحة وان يتبادلا وجهات النظر، لا ان يفاجأ المدرب بايقاف طويل يحتاج لاعداد متدرج وهادف ثم يتم تعريضه لتسارع عشوائي في الأداء فترتبك خططه وتهتز ترتيباته.
ويتفق د. علي البيك أستاذ علم اللياقة البدنية بكليات التربية الرياضية مع هذا الرأي ويؤكد انه في وجود فهم علمي لعملية الاعداد البدني تقل احتمالات الضرر والاصابة.. لكن ما يزيد من الاخطار ان الاعداد العلمي لا يتوافق ولا يتوفر للفرق المصرية في أغلب الاحيان.. ونعطي مثلا بالزمالك وهو أحد اقطاب الكرة المصرية.. قام النادي بتغيير قيادته الفنية وتسلم الكابتن حسام حسن المهمة.. ووجد نفسه فجأة مسئولا عن قيادة الفريق في خمس مباريات في أقل من ٨١ يوما.. هذا حرام لأنه لا يسمح بقدرات وامكانات المدير الفني الجديد للظهور والبروز.. وانما يضطر للعمل وفق خطط اعداد متسرعة ومتعجلة لا يمكن ان تكون اساسا لبناء لاعب وفريق جيد.. المطلوب ان يحصل المدربون علي مساحات مناسبة لتنفيذ خطط اعداد سليمة وعلمية مع بداية الموسم وكذلك عند نهاية كل توقف حتي لا تضر باللاعب والفرق والثروة القومية والشريحة النادرة من الموهوبين في بلادنا.
وهم كاذب
ما يحدث في بلدنا ودون كل بلاد العالم يخضع لوهم كاذب ومبدأ خادع هو أهمية المعسكرات الطويلة للمنتخب قبل المشاركات الرسمية هكذا يقول الكابتن مازن مرزوق نائب رئيس لجنة المسابقات السابق ويقول نحن الوحيدون في العالم الذين نطبق هذا الوهم ونعتنق هذا المبدأ ونصر علي هذا الخطأ وكأننا الوحيدون الذين لدينا منتخب يشارك في المنافسات القارية.. لو اننا نفذنا اللوائح الدولية التي تمنح حق الدولة في استدعاء لاعبيها المحترفين بالدول الأخري قبل خمسة أيام قد تمتد لأسبوع علي الإكثر في المشاركة الدولية القارية لما تعرضنا لهذه الاخطار لو اننا وضعنا مواعيد وتوقيتات محترمة للدوري والمنافسات وبرنامج واضح مع بداية كل موسم لاحترمنا انفسنا واحترمنا انديتنا ولاعبينا وقللنا الخسائر العديدة والمؤثرة والتي تتسبب في اهدار وبعثرة قوانا البشرية وثروتنا الفنية وتدمر عضلات لاعبينا وتوقع بهم خسائر واصابات مؤثرة ومدمرة.